الدوري المصريبطولات عربيةكرة قدم

مصطفى الجارحي يكتب: مباراة القمة.. إخراج تافه ومقامرة بتاريخ الزمالك

إدارة الأندية الرياضية، وخصوصًا الكبيرة والعريقة وصاحبة الجماهيرية، ليست بالفهلوة أو الشطارة أو لعب “التلات ورقات”.. وما فعلته اليوم باختصار يعني أنك تقامر بسمعة نادٍ كبير اسمه الزمالك، وتزعم أنك تحافظ عليه وعلى لاعبيه.

الشيء الوحيد الذي صدقت فيه (لأول مرة) هو أنك قلت لن ألعب المباراة ونفّذت ذلك.. لكن هذا الصدق تبخر بسبب كل هذه الأفلام الرخيصة، والتمويهات الساذجة، والمناورات التي استخفت عن عمد بعقول المهمومين بإصلاح حال الكرة المصرية، وأولهم جمهور الزمالك النقي.

هكذا تضع الزمالك على المحك فيما يتعلق بالسمعة التي اكتسبها عبر أجيال طويلة.. وتصمه بالعار وهو القلعة الكبيرة التي أنجبت نجومًا تاريخيين: عائلة يكن، بدءًا من إبراهيم وانتهاءً بهشام، وعائلة إمام بدءًا من يحيى ومرورًا بحمادة حتى حازم، وعصام بهيج ومحمد لطيف ومحمد حسن حلمي وعبد الكريم صقر وزقلط والفار وعلاء الحامولي وزكي عثمان والدالي وسمير قطب وعبده نصحي وألدو وأبو رجيلة وعفت والجوهري الكبير والصغير وطارق غنيم وعبد الصمد وأحمد رفعت وعلي خليل والأخوين بصري وحسن شحاتة وفاروق جعفر والخواجة والمنياوي وإبراهيم يوسف والجُدي ومحمد حلمي وأشرف قاسم وحلمي طولان و..و.. وأستطيع أن أستعرض الأسماء المبدعة “الحريفة” والمحترمة دون كلل أو ملل.. لأن الجمهور المحترم المنتمي لناديه لا يجد أي مشكلة في إبداء إعجابه بحرفنة لاعب في الفريق المنافس.

لكنك الآن زرعت الفتنة والكراهية وعلّمت لاعبي فريقك كيف يتفننون في الخروج عن النص (!)

في النهاية.. لن تخرب الدنيا إذا لم تلعب المباراة، وإنما يخربها هذا الإخراج الفج والرديء والمسف والكاذب والتافه.

لن نأتي بجديد إذا قلنا إن الرياضة مكسب وخسارة.. لكن على البساط الأخضر.. وليس أن تجلس في مكتبك الدافيء وتأتي بأطفال من الدار إلى النار.. وتلقي بهم في حافلة، وتتعمد تعطيلها في الشوارع الغارقة حتى أنهم يتركونها لشراء البسكويت من أكشاك الشوارع (!)

أي متعة وأنت تلعب بالجميع وتجعلهم ينتظرون موعد وصول أطفالك إلى الاستاد (!) وأي نيشان حصلت عليه وأنت تسخر هكذا من منظومة رياضية وجماهير (!)

المؤكد أن العقلاء والحكماء في نادي الوطنية لا يرضيهم هذا الأمر، ولا يتحملونه، ويخجلون منه.. وإذا كان بعض المحبين البسطاء سعداء بأساليب الفهلوة والصوت العالي فالمؤكد أن لحظةً ما، مقبلة لا محالة، سيدركون فيها أنهم خُدعوا، وساهموا في تدمير معشوقهم.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى