بطولات عالميةدوري أبطال أوروباكرة قدم

لايبزج يجتاز الماء البارد ويستعد لسان جيرمان بمعنويات عالية

عندما تولى الأرجنتيني دييجو سيميوني مهمة تدريب أتلتيكو مدريد الأسباني، في 2011، كان عمر نادي لايبزج الألماني لا يتجاوز عامين، وكان الفريق ينشط بدوري الدرجة الرابعة.

ولكن لايبزج الذي تأسس في 2009 فجر المفاجأة، وبلغ المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، في الموسم الحالي، علما بأنه يخوض البطولة للمرة الثانية فقط في تاريخه.

وانتزع لايبزج بطاقة التأهل للمربع الذهبي بدوري الأبطال، للمرة الأولى، بفوزه الثمين (2-1) على أتلتيكو مدريد مساء أمس الخميس في دور الثمانية، بالعاصمة البرتغالية لشبونة.

والآن، يستعد لايبزج لاختبار آخر قوي، حين يصطدم في المربع الذهبي بفريق باريس سان جيرمان الفرنسي.

سيميوني

وعندما قاد سيميوني فريق أتلتيكو لنهائي دوري الأبطال على ستاد “دا لوز” أو “النور” في العاصمة البرتغالية لشبونة عام 2014، كان لايبزج قد نجح لتوّه في الصعود لدوري الدرجة الثانية بألمانيا.

ولكن الفريق الألماني أصبح الآن على بعد خطوة واحدة من بلوغ النهائي الأوروبي، على نفس الملعب، حيث تفصله مباراة المربع الذهبي أمام سان جيرمان عن خوض النهائي في 23 أغسطس الحالي.

وبدأ لايبزج، الذي تدعمه شركة “ريد بول” لصناعة مشروبات الطاقة، مشروعه الطموح قبل سنوات قليلة حين تأسس النادي في 2009 .

ولا يحظى لايبزج بشعبية كبيرة في المجتمع الألماني، لأن الشركة الراعية له لا تحظى بالترحيب، ورغم هذا أصبحت قفزات الفريق في عالم كرة القدم ملحوظة للجميع الآن.

ورغم أنه الموسم الثاني فقط للفريق في دوري الأبطال، تصدر لايبزج مجموعته في الدور الأول للبطولة، ثم أطاح في دور الستة عشر بفريق توتنهام الإنجليزي وصيف بطل النسخة الماضية والذي يدربه البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو.

وواصل لايبزج انطلاقته الرائعة في البطولة بالفوز على أتلتيكو أمس، ليضرب موعدا مع باريس سان جيرمان الفرنسي في المربع الذهبي.

ورغم فارق الخبرة بينهما، تفوق المدرب الشاب يوليان ناجلزمان مدرب لايبزج على الأرجنتيني الذكي والطموح سيميوني.

وقدم لايبزج مباراة قوية أمس تغلب فيها على غياب مهاجمه وهدافه الخطير تيمو فيرنر، الذي رحل مؤخرا إلى تشيلسي الإنجليزي عقب انتهاء الموسم المحلي في ألمانيا.

واعترف سيميوني: “أحب حماس وبريق لايبزج. ليست هناك مبررات. بذلنا قصارى جهدنا وبلغنا دور الثمانية. خرجنا بنزاهة وعلينا أن نهنئ خصومنا”.

وكانت تصريحات كوكي، قائد الفريق، مشابهة لمدربه حين قال: “لم نخرج بشكل مقيت. كانوا أفضل منا وكانوا الأفضل في الاستحواذ على الكرة. كانوا أفضل وأسرع وأكثر كقوة”.

يوليان ناجلزمان
يوليان ناجلزمان

وما زال ناجلزمان في الثالثة والثلاثين من عمره، ما يجعله أحد أكثر المدربين إثارة حاليا. ويرغب في قيادة الفريق لمزيد من النجاح.

وقال ناجلزمان: “الفريق يتطور بسرعة كبيرة.. التطور يحدث بشكل أسرع من المعتاد”.

وقال يوسف بولسن: “إنها قصة استثنائية. صعدنا في غضون سبع سنوات من الدرجة الثالثة إلى الأولى بألمانيا، ثم بلغنا الآن المربع الذهبي لدوري الأبطال الأوروبي. أشعر بالسعادة لأنني جزء من هذا اليوم التاريخي”.

ويبرز بولسن ضمن مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين قضوا في لايبزج سنوات عديدة، وارتقوا مع النادي.

ويبرز من نجوم الفريق أيضا اللاعب الفرنسي دابوت أوباميكانو، الذي أصبح مدافعا من طراز عالمي، وتم اختياره كأفضل لاعب في مباراة أمس أمام أتلتيكو مدريد.

وهناك أيضا اللاعب تايلر آدامز، الذي سجل هدف الفوز في مباراة الأمس، وأصبح أول لاعب أمريكي يسجل هدفا في الأدوار النهائية لدوري الأبطال.

وقال آدامز: “لست هدافا حقا، ولكنني أفتخر بالطبع بتسجيل هذا الهدف المهم في دور الثمانية لدوري الأبطال الأوروبي”.

ووصف ناجلزمان أداء الفريق بأنه “رائع” وقال: “صنعنا فرصا أكثر مما صنع أي فريق في مواجهة أتلتيكو”.

وقال ناجلزمان، قبل مباراة الأمس، إن نظام خوض المواجهة من مباراة واحدة بالنسبة لجميع الفرق يشبه “الإلقاء في ماء بارد”.

ولكن لايبزج سبح سريعا في الماء البارد، وأصبح الفوز الآن “مثل الشاحن السريع” قبل المهمة التالية.

ومن المؤكد أن ناجلزمان يستعد الآن للمهمة التالية من خلال إعداد خطة لاحتواء نجوم سان جيرمان: نيمار وكيليان مبابي وباقي زملائهم، علما بأن لاعبي لايبزج أقل كثيرا من نظرائهم في الفريق الفرنسي من حيث الشهرة.

وقال ناجلزمان: “باريس سان جيرمان فريق رائع ولديه مدرب متميز. نحتاج أن نقدم 100% من مستوانا. ولكننا نتطلع للمباراة وسنخوضها بحافز هائل.. نرغب في بلوغ النهائي بالطبع وهو شيء واضح”.

توماس توخيل
توماس توخيل

وحتى يحقق هذا، يحتاج ناجلزمان إلى التفوق على الألماني توماس توخيل، مدرب سان جيرمان، والذي سبق له أن أشرف على تدريب ناجلزمان نفسه في الفريق الثاني لنادي أوجسبورج الألماني، قبل عقد كامل، عندما كان ناجلزمان لا يزال لاعبا.

وقال ناجلزمان: “لم تكن هناك أبدا علاقة قوية بيننا. كنت لاعبه بالطبع، ولكن هذا كان قبل وقت طويل”.

زر الذهاب إلى الأعلى