أمم أوروباكرة قدممنتخبات

كأس أوروبا: مبابي.. مهاجم “الديوك” الصامت

منذ بداية كأس أوروبا 2020، صام المهاجم الفرنسي كيليان مبابي عن التهديف، تاركاً هذه المهمة إلى زميليه أنطوان غريزمان وكريم بنزيمة العائد إلى صفوف “الديوك” بعد غياب دام 5 أعوام ونصف العام. غير أن مباراة دور ثمن النهائي أمام سويسرا الإثنين ستكون فرصة لهذا المهاجم “الصامت” أن يستعيد نجاعته.

حتّى الآن، نجح المهاجم الشاب لنادي باريس سان جرمان في اخافة المدافعين أكثر من هز الشباك، فرغم أن تجاوزاته وتسارعاته واختراقاته وتسديداته لم تثمر أهدافاً، لكنها ساهمت في نجاح منتخب بلاده، كما تبرهن ركلة الجزاء التي حصل عليها وترجمها بنزيمة في التعادل أمام البرتغال 2-2 في المباراة الثالثة من دور المجموعات.

وأمام المجر 1-1، ادرك رجال المدرب ديدييه ديشان التعادل بعد مجهود فردي من مبابي على الجهة اليسرى. وكان يمكن أن نشاهد اسمه على لائحة ممرري الكرات الحاسمة، لو لم يرفع الحكم راية التسلل على الهداف بنزيمة، أو حتى على قائمة الهدافين لو لم يتألق الحارس في الذود عن عرينه.

قال هداف مونديال المكسيك 1986 الانكليزي غاري لينيكر الذي بات يعمل كمعلق “أعشق رؤية مبابي يلعب. هو رائع”.

أوكله “دي دي” بمهمات دفاعية في المباراة الافتتاحية أمام ألمانيا 1-صفر، إلاّ أنّ بطل العالم مبابي ابن الـ 22 عاماً لم يعرف طريق النجاح المتوقع برغم انه بات متاحاً أكثر في بناء اللعب بخلاف دوره في مونديال روسيا 2018.

وكان ديشان انتقد مهاجمه بعد المباراة الافتتاحية أمام استراليا في العرس الكروي في روسيا، معتبراً ان مبابي لا يشارك في الهجمات أو يبذل جهوداً كبيرة وكأنه يريد أن يدخر قواه ليكون أكثر فعالية أمام مرمى المنافس.

مازح مبابي قبيل انطلاق “يورو 2020” في مؤتمر صحافي الحاضرين قائلاً “اذا كنت لا أريد الركض، فقد لا ألعب!”، لكنه وعد أن “أبذل كل ما لديّ للفريق، إن كان هجومياً أو دفاعياً”.

في ذلك اليوم، أقرّ المهاجم الباريسي أن مدربه ديشان ينتظر الكثير من الجهود الدفاعية من معظم المهاجمين، و”لكن يريد أيضاً ان نحتفظ بالطاقة كي نهاجم” أضاف قائلاً.

وتابع “بالتأكيد يجب مساعدة الزملاء غير أن المهاجمين موجودون ليكونوا في نهاية السلسلة، أن يكونوا في الأمتار الثلاثين الاخيرة وأن يكونوا حاسمين قدر الإمكان”.

ولكن في “المثلث الذهبي” الهجومي للأزرق، خطف الثنائي غريزمان وبنزيمة الاضواء حتى الآن في “يورو 2020″، مع هدف لمهاجم برشلونة الاسباني أمام المجر وهدفين لمهاجم ريال مدريد أمام البرتغال 2-2، في حين أرخى “التعطيل” عن التهديف بظلاله على “كيه أم7″، أفضل هداف في الـ “ليغ1” في المواسم الثلاثة الماضية.

ومنذ هدفه وتمريرته الحاسمة لغريزمان في ودية ويلز 3-1 استعداداً لنهائيات البطولة القارية، ظل مبابي صامتاً حتى الآن مع سلسلة من 4 مباريات توالياً، واجمالي 382 دقيقة من دون اي هدف.

وفي المجمل لم يسجل “كيكي” سوى مرة واحدة في مبارياته الدولية التسع الأخيرة.

ولكن أمام سويسرا الإثنين، ستكون سرعة مبابي حاسمة لخرق الدفاعات حيث لم يسبق له أن واجه هذا المنتخب في 47 مباراة دولية في سجله.

يقول المهاجم السويسري السابق ستيفان شابويزات في حديث لوكالة فرانس برس “بالنسبة لسويسرا سيكون من الصعب السيطرة عليه، ربما يجب مضاعفة الدفاع (الدفاع مع لاعبين)”.

ومن المرجح أن يعتمد مدرب سويسرا فلاديمير بيتكوفيتش على “تكتل منخفض” لانه “يجب منح أقل مساحة ممكنة في ظهر الدفاع للاعب مثل مبابي، ولكن أيضاً بنزيمة”، يضيف شابويزات.

وباتت دفاعات المنتخب المنافسة تعي خطورة مبابي، لذا تنتظره جيداً من أجل تقليص المساحات أمامه والحد من سرعته وخطورته في سعيها لاستباق تحركاته.

قال مبابي “في عام 2018، كانت مسابقتي الاولى، كانت لحظة التأكيد ووضع القدمين في العالم الكبير. مذاك، خضت ثلاثة مواسم كبيرة، وفزت بالعديد من الالقاب الجماعية والفردية. ولكن هي دائماً (لحظة)التأكيد”.

وتابع “أنا حالياً في مرحلة مختلفة من مسيرتي ويتوجب عليّ أيضاً أن أفرض نفسي، ولكن سيكون ذك بمساعدة اللعب الجماعي. لا يجب ابداً أن تعزل نفسك عن اللعب الجماعي”.

قبل خمسة أعوام، ألهب مهاجم موناكو السابق عالم الكرة المستديرة بعدما قاد منتخب بلاده لإقصاء الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي 4-1 بعد تحرك ساحر قاد إلى ركلة جزاء، ومن ثم سجل ثنائية سمحت للديوك بالتقدم… كان ذلك في ثمن نهائي مونديال روسيا 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى