عكف النقاد والمحللون على دراسة طرق لعب منتخبي إيطاليا وإنجلترا، وتحركات اللاعبين، ومن ثم وضعوا رؤيتهم لما يمكن أن تسير عليه الأمور في المباراة النهائية لبطولة كأس أوروبا بعد غد الأحد.
طريقة اللعب
فيما يتعلق بطريقة اللعب؛ فمن المتوقع أن يحافظ كل فريق على طريقته التي استخدمها في الفوز في قبل النهائي، حيث يعتمد روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا على طريقة 4-3-3، ومن المحتمل أن يبقي جاريث ساوثجيت على وجهة نظره الخاصة في الطريقة ذاتها. واعتمدت إنجلترا على طريقة 5-3-2 في بعض المباريات، لكن يبدو أنه يوجد سبب وجيه للعودة لها.
وسط إيطاليا أقوى
إذا كانت هناك مساحة تبدو لإيطاليا فيها اليد العليا بوضوح؛ فهي الوسط، حيث يلعب جورجينيو إلى جوار ماركو فيراتي في الجانب الأيسر من وسط الملعب، ونيكولو باريلا في الجانب الأيمن، وهو صاحب الدور الأكبر في الهجوم بين اللاعبين الثلاثة.
وهذا الثلاثي يتعامل مع الكرة بأريحية، ويملك مهارة الاحتفاظ بالكرة، بينما يغلب الطابع الدفاعي على وسط إنجلترا بوجود ديكلان رايس وكالفن فيليبس، حيث يؤديان دور لاعب الوسط المدافع، بينما يتحمل ميسون ماونت مسئولية صنع الفرص والربط مع المهاجمين.
ويتناقل لاعبو إيطاليا الكرة بسرعة، في حين أن رايس وفيليبس أكثر حرصًا وحذرًا في تحركاتهما وفي قرارات التمرير.
ولذلك يأمل مانشيني أن ينجح فريقه في السيطرة على وسط الملعب، وإعادة رايس وفيليبس للخلف أمام رباعي خط الظهر، عن طريق الضغط، وحرمان إنجلترا من الخروج بالكرة من مناطق الدفاع.
ظهيرا إنجلترا
هذا التوازن في القوة في وسط الملعب يعني أن أفضل طريق لإنجلترا لاختراق دفاعات إيطاليا سيأتي من الأطراف.
وتراجع أداء إيطاليا على الأطراف بعد خسارة ليوناردو سبيناتزولا بسبب الإصابة، مع وجود إيمرسون بالميري كبديل كفء، لكنه أقل في التقدم للهجوم لمساندة لورينتزو إنسيني.
وتملك إنجلترا شراكة خطيرة في الجانب الأيسر من الملعب بوجود لوك شو في حالة جيدة، وأمامه رحيم سترلينج في أفضل حالاته في مركز الجناح الأيسر. ويمكن أن يتوقع جيوفاني دي لورينتزو ليلة صعبة.
وفي الجانب الآخر، قوة وسرعة كايل ووكر ستكون عنصرًا كبيرًا لفريق ساوثجيت، لكن توجد علامة استفهام بشأن اللاعب الذي سيكون أمامه.
أهم قرارات ساوثجيت
قدم بوكايو ساكا بعض اللمحات الرائعة في الجانب الأيمن، لكن قلة خبرة اللاعب البالغ 19 عاما كانت واضحة في تمركزه ومعدلات ركضه، وقد بدأ مباراة الدنمارك بتوتر ملحوظ، قبل أن يساهم في تسجيل هدف التعادل.
وقد يلجأ ساوثجيت للاعتماد على ساكا، لكنه يملك الكثير من الخيارات الأخرى مثل جيدون سانشو، وفيل فودن، وهما البدائل الأكثر وضوحا.
ويبدو أن رغبة ساكا في المساهمة مع ووكر في الواجبات الدفاعية فكرة تروق لساوثجيت، وربما يختار البدء بجناح أرسنال لهذا السبب، مع العلم بأنه توجد خيارات هجومية أكثر قوة متاحة أمامه على مقاعد البدلاء.
هاري كين ودفاع إيطاليا القوي
ويمثل جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي ثنائي قلب دفاع تقليدي لإيطاليا، يجمع بين القراءة الرائعة للمباراة والوعي في التمركز، مع لياقة بدنية رائعة.
ويتمتع هاري كين مهاجم إنجلترا بقدرة على الابتعاد عن رقيب وإبعاده عن منطقة الجزاء، ليترك مساحة لسترلينج وماونت وساكا للتحرك فيها.
ولا يتمتع دفاع إيطاليا بسرعة كبيرة، لذلك قد يكون هذا مفيدًا لإنجلترا، لكن كين سيخوض معركة بدنية مع كيليني قد تسفر عن ركلات حرة أو حتى ركلة جزاء.
هل تستغل إيطاليا مجواير وستونز؟
يبدو أن هاري مجواير وجون ستونز في حالة من الهدوء والثقة في قلب دفاع إنجلترا، ولا ينبغي للمهاجم تشيرو إيموبيلي أن يثير الخوف في قلوبهما.
لكن هجوم إيطاليا يبدو أكثر فعالية عندما يتمكن الطرفان من صنع مساحات في دفاع المنافس، وإذا لم يكن ذلك من أجل إيموبيلي سيكون للاعبين آخرين يستغلون المساحات والفجوات في دفاع المنافس.
وسيكون فيدريكو كييزا في الجانب الأيمن، وإنسيني في الأيسر، على استعداد تام للانتقال لقلب الهجوم، وعندما ينضم باريلا للهجوم أيضًا يمكن لإيطاليا أن تصنع الكثير من الفرص.
والسؤال المهم هل سينشغل ووكر وشو بتحركات إنسيني وكييزا، ما سيحد من خطورتهما الهجومية؟
دائمًا توجد مخاطرة في المباريات النهائية، لكن إذا نجحت إيطاليا في السيطرة على وسط الملعب، بينما تفوقت إنجلترا في الأطراف ستكون مبارا ممتعة لأي مشاهد محايد. مثل كل المباريات الكبيرة، يمكن أن تكون صعبة ومغلقة ومتقاربة المستوى، وربما يتم حسمها في لحظة من التألق الفردي.
