سأل كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان مدربه ماوريسيو بوكيتينو، قبل مواجهة برشلونة، عن عدد الانتصارات التي حققها على البرسا عندما كان مدربًا لإسبانيول، فرد المدرب بأنه حقق ذلك مرة واحدة، فوعده اللاعب الفرنسي بأنه سيرفع العدد إلى انتصارين.
ووفّى مبابي بوعده لمدربه وسجل ثلاثية رائعة في مرمى برشلونة ليقوده إلى فوز تاريخي 4-1 في عقر دار الأخير ملعب كامب نو، ويقطع خطوة عملاقة نحو الدور ربع النهائي.
كانت المسئولية كبيرة على مبابي، لا سيما في غياب النجمين البرازيلي نيمار والأرجنتيني أنخل دي ماريا، كما أنه كان تعرض لانتقادات حادة الموسم الماضي، عندما فشل في تسجيل أي هدف في الأدوار الإقصائية على الرغم من بلوغ فريقه المباراة النهائية وخسارته أمام بايرن ميونيخ 0-1.
سباق مبكر على الكرة الذهبية
وكان مبابي على الموعد ضد برشلونة الذي تعرض لخسارة فادحة الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ 2-8 وضرب بقوة، ليسجل نقاطا في السباق المبكر نحو الكرة الذهبية نهاية العام الحالي.
وسجل مبابي ثلاثية رائعة، وكان الأول بعد تلقيه كرة داخل المنطقة فتخلص ببراعة من مواطنه كليمان لانجليه بحركة فنية رائعة، قبل أن يسدد كرة قوية بيسراه في سقف الشباك، ثم استغل خطأ في تشتيت الكرة من المدافع جيرار بيكيه وأودع الكرة الشباك، قبل أن ينهي المهرجان بالهدف الأروع من هجمة مرتدة سريعة، وتمريرة متقنة من يوليان دركسلر، ليسدد كرة لولبية سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس الألماني تيرشتيجن.
وبفضل ثلاثيته، رفع مبابي رصيده إلى 5 أهداف هذا الموسم، واحتل المركز الثاني رفقة أربعة لاعبين آخرين، علما بأنه يتصدر ترتيب الدوري الفرنسي أيضا برصيد 16 هدفا.
الإعصار والنووي
لم يمر تألق مبابي مرور الكرام، لا سيما أنه تفوق على نجم برشلونة ليونيل ميسي، وأشادت به الصحف الأوروبية وكالت له المديح بعبارات “جالاكتيك”، “إعصار” و”نووي”.
واعتبرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن “سان جيرمان نجح في الثأر للريمونتادا الرهيبة التي كان ضحيتها قبل أربع سنوات”، وأضافت “أن تصفع النادي الكتالوني بهذا العنف في ذهاب ثمن النهائي، أن تحبط سحر ميسي بهذه الطريقة كما لو أنك تضع ولدا صغيرا في الزاوية، كان ضربا من الخيال وليس واقعا”.
وتابعت “بالأمس، تخطى سان جيرمان الحقيقة بفضل قوة جماعية قوية وثلاثية لكيليان مبابي النووي”.
مبابي يعصف بملعب كامب نو
في المقابل، لم ترأف الصحف الأسبانية ببرشلونة، ووصفت إمكانية قلب الطاولة إيابا بالمعدومة. وقالت “ماركا”: “برشلونة على مسافة سنوات ضوئية من عهد سيطرته على الصعيد القاري، لقد اُذل مرة جديدة في دوري الأبطال”.
وأضافت مشيدة بنجم المباراة المطلق “مر مبابي بمعلب كامب نو وعصف به كالإعصار، لقد كان عرضا تاريخيا سيبقى محفورا في الأذهان إلى الأبد”.
سان جيرمان دمر برشلونة
أما الصحيفة الكتالونية الأخرى “سبورت” فاعتبرت أن “باريس سان جيرمان دمر برشلونة” مشيرة إلى أن الأخير “سقط في امتحان أوروبي جديد في وجه منافس تألق في صفوفه العملاق مبابي”.
في المقابل، اعتبرت الصحف الإنجليزية أن النتيجة الكبيرة، وتألق مبابي تحديدا، تشير إلى أن المشهد الكروي العالمي قد يشهد انتقال السلطة من ميسي إلى مبابي في الفترة المقبلة.
مبابي يسيطر على العقد المقبل
وقالت صحيفة “ذي صن”: “ليونيل ميسي الذي اعتُبر لفترة طويلة أفضل لاعب على الكرة الأرضية ليس في جيله فحسب بل على مر الأزمنة، لعب دورا ثانويا أمام مبابي”، مشيرة إلى أن النجم الفرنسي “يبدو الآن جاهزا لخطف تاج الكرة العالمية من ميسي”.
وكان لسان حال “ذي تيليغراف” مماثلا تقريبا بقولها: “كان ميسي النجم المسيطر في السنوات العشر الأخيرة، وسيكون مبابي حتما كذلك في العقد المقبل”.
وختمت: “حقق مبابي أحد أبرز هاتريك في السنوات الأخيرة على الصعيد الأوروبي، في الوقت الذي خبا بريق ميسي كالشمعة التي تنطفىء تدريجيا”.
