بطولات عالميةكأس العالم للأنديةكرة قدم

عبد الكريم حسن ولعنة البطاقة الحمراء على السد بمونديال الأندية

تحول عبد الكريم حسن في غضون أشهر من الأفضل في آسيا إلى لاعب مسئول عن خسارة فريقه السد القطري، بسبب طرده في مباراتين مفصليتين، ما فتح باب الأسئلة حول انضباطه عند المحطات المهمة.

ودفع السد غاليا ثمن طرد ظهيره الأيسر، أفضل لاعب في القارة الصفراء لعام 2018، في محطتين من الأهم للنادي: في أكتوبر الماضي تلقى بطاقة حمراء في الدقيقة 35 من المباراة ضد الضيف الهلال السعودي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد احتجاج صاخب على قرار للحكم العماني أحمد الكاف.

وخرج الدولي القطري من الملعب والنتيجة 1-1، لتنتهي المباراة بخسارة قاسية 1-4 للسد. ولم يكفِ فوز الأخير 4-2 في الإياب لتخطي الهلال الذي مضى الى إحراز اللقب.

وأمس الثلاثاء، تكررت لعنة الطرد للمرة الثانية له فقط مع الفريق (بحسب موقع ترانسفرماركت)، إذ أشهرت البطاقة الحمراء في وجهه في الدقيقة 25 ضد الترجي التونسي بطل أفريقيا، في مباراة تحديد المركز الخامس لمونديال الأندية الذي تستضيفه قطر، بعدما لمس بيده كرة كانت في طريقها إلى عبور خط المرمى.

وعلى رغم أن الترجي كان الأفضل، إلا أن النقص العددي المبكر للسد مهّد الطريق أمام فريق باب سويقة لتحقيق انتصار عريض بنتيجة 6-2.

بعد الطرد الأول الذي أدى لإيقافه قاريا خمسة أشهر، تقدم ابن السادسة والعشرين عاما باعتذار للمشجعين لأنه كان “سببا في هزيمة فريقي”.

في المؤتمر الصحفي يوم الاثنين عشية مباراة الترجي، سئل اللاعب الذي يمزج بين طول القامة (182 سم) والسرعة والتسديدات القوية بالقدم اليسرى، عن المحطة الآسيوية، في سؤال تطرق أيضا إلى أخطاء لاعبي السد في المباراتين الأوليين في مونديال الأندية: الفوز الصعب افتتاحا على هيينجين سبور المتواضع من كاليدونيا الجديدة (3-1 في الوقت الإضافي بعد التعادل 1-1)، وخسارة ربع النهائي أمام مونتيري المكسيكي 2-3.

أجاب حسن الذي يمزج وجهه بين التعابير الجامدة الباردة والابتسامة العريضة المحببة: “أنا أخطأت في مباراة الهلال وكلفت فريقي الوصول إلى نهائي دوري الأبطال، وأنا أتحمل المسئولية”.

وتابع: “هذه أخطاء تحصل في كرة القدم، الخطأ لا يعرف الكبير ولا الصغير.. نحن فريق كامل، إذا نخسر نخسر كفريق وإذا نفوز نفوز كفريق”.

وأضاف: “ممكن تحصل أخطاء.. وهذه ليست نهاية العالم”.

حسن من خريجي أكاديمية “اسباير” في الدوحة، ويدافع عن صفوف السد منذ المراهقة، إلى أن أصبح لاعبا أساسيا مع “الذئاب” والمنتخب العنابي. هو أيضا من جيل شاب يعتبره مدرب السد الأسباني تشافي “الأفضل في تاريخ قطر” التي تستعد لاستضافة مونديال 2022، ومكن العنابي في مطلع العام الحالي من التتويج بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الدولة.

منحه أداؤه في الملعب، في الدفاع والاختراق الهجومي وتسجيل الأهداف بتسديدات قوية، جائزة أفضل لاعب في آسيا التي يندر أن تمنح لمدافع.

وقال على هامش تسلمه الجائزة: “طموحاتي كبيرة.. ولكن يجب أن أواصل التدريب وتطوير نفسي وتقديم أفضل ما بوسعي”.

في مؤتمره الصحفي قبل مباراة الترجي، جلس حسن إلى جانب تشافي، فيما ينظر إليه المدرب بفخر، لاسيما أنه يناديه تحببا بـ “كيمو”.

ولدى سؤاله عما إذا كان يراه مؤهلا للاحتراف في أوروبا، أجاب تشافي بشكل قاطع: “نعم، أنا واثق من الأمر، وقلت له ذلك مرارا”، مضيفا: “أنا سعيد جدا بتدريب عبد الكريم ليس فقط على أرض الملعب، بل أيضا كشخص”.

رأى تشافي أنه “أحد أعمدة الفريق، يلعب بكل قلبه.. صريح، محترف، مذهل كلاعب وكانسان”، على رغم أن مسألة الاحتراف في الخارج لا تزال ترتبط “به، بشخصيته، بذهنتيه، لأن أداءه رآه الجميع” وأشاد به.

أتى تناغم الرجلين في المؤتمر على رغم تقارير صحفية تتحدث عن فتور بينهما، وتراجع نسبي في أداء اللاعب مع فريقه. وفي مونديال الأندية لم يتقدم حسن كما المعتاد إلى الهجوم. لكنه على رغم ذلك، سجل هدفا في كل من المباراتين الأوليين، أجملهما ضد مونتيري المكسيكي بتسديدة صاروخية بالقدم اليسرى من خارج المنطقة.

وردا على سؤال عن أهدافه، وما إذا كان يرغب في منافسة المهاجمين، رد الظهير: “ليس طموح عبد الكريم حسن أن يكون هدافا، أو أن ينافس الهدافين.. أنا في الملعب أؤدي الأدوار المطلوبة مني، الهجومية أو الدفاعية. إذا سجلت، شيء جيد أن أسجل كمدافع وأكون من ضمن هدافي الفريق”.

لكن السؤال الذي بات يطرح نفسه بعد البطاقة الحمراء الثانية، في غضون أسابيع، لا يرتبط بقدرة حسن على المساهمة في فوز فريقه، بل بالكلفة التي يكبده إياها عند المحطات المفصلية، بخروج من أرض الملعب يحمّل زملاءه خوض ما تبقى من اللقاء بضغط إضافي مرده النقص العددي.

بعد مباراة الترجي، كان المدرب التونسي معين الشعباني صريحا لجهة التأثير الإيجابي لهذه البطاقة الحمراء على فريقه، ونتيجة المباراة.

لكن تشافي رفض تحميل حسن المسئولية، مؤكدا أن الطرد الذي أتى بعد العودة إلى تقنية بالفيديو “في ايه آر”، كان مجرد تطبيق للقاعدة المعتمدة في حال لمس الكرة وهي في طريقها إلى المرمى، وليس خطأ متعمدا.

ولدى سؤاله عما إذا كان اللاعب قد أصبح عصيا على الضبط في أرض الملعب، أقر بأن البطاقة الحمراء “قتلت الفريق.. وأنهت المباراة تقريبا”.

لكنه شدد على أن حسن “لم يرتكب خطأ. هذا جزء من اللعبة، لمس الكرة بيده، ماذا كان في إمكانه أن يفعل؟”، من دون أن يغفل أنه قال له في وقت سابق إن “عليه التعلم من أخطائه.. لكن اليوم كان حظه عاثرا”.

زر الذهاب إلى الأعلى