كأس آسيا

صراع متجدد بين هاميلتون وفيتل في فورمولا واحد

يشهد موسم 2019 من بطولة العالم للفورمولا واحد، الذي ينطلق الأحد من حلبة ملبورن الأسترالية، صراعا متجددا بين حامل اللقب وبطل العالم خمس مرات البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس)، وبطل العالم أربع مرات الألماني سيباستيان فيتل سائق فيراري.

ويتجدد الصراع بين فيتل (31 عاما) وهاميلتون (34) في تكرار لسيناريو عامي 2017 و2018، حيث كانت الغلبة في السباق إلى التاج العالمي لصالح هاميلتون سائق “الأسهم الفضية” بفضل هدوء أعصابه والاستقرار في أدائه بمواجهة هفوات الألماني وفريقه.

ويحمل العام الحالي “للفئة الملكة” في طياته العديد من التبدلات على صعيد القوانين التقنية، بداية مع التبديل من ناحية العنصر الانسيابي للسيارات، وتحديدا التغييرات التي طرأت على الجناحين الأمامي والخلفي، مع تبسيطهما بهدف زيادة الاستعراض والتجاوزات على الحلبات، وثانيا من ناحية الوجوه الجديدة عند خط الانطلاق.

ويشعر هاميلتون، الذي عادل بألقابه الخمسة رقم الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو، بأنه “أقوى من أي وقت مضى” بعد عام، هو الأفضل له في مسيرة بدأت في 2007.

ويضع فريق مرسيدس نصب عينيه هدف الفوز بلقبي السائقين والصانعين للعام السادس تواليا، في إنجاز فريد من نوعه في عالم الفورمولا واحد، غير أن التجارب الشتوية التي أقيمت في برشلونة أدخلت الشك في قلوب عشاق الحظيرة الألمانية، إذ برز واضحا بأن فريق فيراري عرف كيف يعكس بشكل أفضل التعديلات القانونية التقنية على سيارته.

ولكن بالتأكيد لم يقف القيمون على مرسيدس مكتوفي الأيدي أمام ما يحصل، فهم أفضل من يجيد “سحر” الغش، على غرار ما برهنوا العام الماضي، إذ بعدما انطلقت سيارتهم بدفعة ناقصة عن فيراري، في بداية البطولة، عرفوا كيفية إعادة الأمور إلى نصابها ليظفر الفريق الألماني بلقب السائقين والصانعين.

حال الحظيرة الإيطالية تختلف عن مرسيدس، مع طرح العديد من الأسئلة حول قدرة الـ”سكوديريا” على تحرير فيتل من الضغوطات، والشك الذي يحوم حوله في منتصف العام. فهل سيتوقف “الجيش الأحمر” عن رمي الرصاص على نفسه، كما فعل العام الماضي عندما أعلم سائقه الفنلندي كيمي رايكونن عن قرار الاستغناء عنه خلال جائزة إيطاليا الكبرى؟

وشهدت أروقة الفريق تغييرات جذرية مهمة بعد وفاة الرئيس سيرجيو ماركيوني في يوليو الماضي، فعمد إلى إقالة ماوريتسيو أريفابيني، الذي عمل سابقا مع شركة السجائر العالمية فيليب موريس، وتعيين ماتيا بينوتو بدلا منه في منصب المدير الذي كان يشغله الأول منذ 2014.

وإلى جانب المهام الإدارية، يتوجب على فيراري مواكبة وحماية الوافد الجديد شارل لوكلير (21 عاما) من موناكو، وهو ثاني أصغر سائق، بعد المكسيكي ريكاردو رودريجيز (عام 1961 عن 19 عاما و208 أيام) يرتدي اللباس الأحمر بعدما حلّ بدلا من رايكونن.

ويأتي التعاقد مع لوكلير بعد عام واحد فقط من دخوله عالم الفئة الأولى بألوان فريق ساوبر، حيث برهن عن صلابة ذهنية بعدما تمكن من تجاوز محنة وفاة صديقه السائق جول بيانكي (تعرض لحادث في سباق اليابان 2014 وتوفي بعد 9 أشهر) ووالده (للمرض).

وفي ريد بول، سيقف الهولندي ماكس فيرشتابن (21 عاما) تحت الأضواء مجددا، بفضل شخصيته وتجاوزاته المجنونة على الحلبات، ما جعله يكتسب بجدارة لقب “ماد ماكس”، حيث يأمل عشاق الحظيرة النمسوية في أن يتابع على إيقاع النصف الثاني من العام الماضي، حين صعد سبع مرات إلى منصة التتويج في 9 سباقات، من بينها الفوز بجائزة المكسيك الكبرى.

ولكن يبقى أن نعرف ما إذا كان نجل يوش، سائق الفورمولا واحد السابق، سيتمكن من التحكم في غروره الذي حرمه من الفوز بجائزة البرازيل، بعد صراع لا طائل منه مع الفرنسي إستيبان أوكون سائق فورس إنديا (رايسينج بوينت حاليا).

في المقابل، ارتبط الفريق بشراكة جديدة مع مزود المحركات هوندا، بعد أعوام طويلة مع الصانع الفرنسي رينو، والكثير من الانتقادات للمجموعة الدافعة.

وعمدت الحظيرة النمسوية إلى ترفيع الفرنسي بيار جاسلي (23 عاما) إلى الفريق الأول، وذلك بعد 26 جائزة كبرى مع الفريق الرديف تورو روسو، بديلا للأسترالي دانيال ريكياردو الذي رحل إلى رينو.

ووجد إستيبان أوكون (22 عاما) سائق رايسينج بوينت (فورس إنديا سابقا)، ملجأ عند مرسيدس بصفة السائق الثالث، بعدما خسر مقعده في فريقه السابق لصالح الكندي لانس سترول، نجل المالك الجديد للحظيرة.

وينتظر أوكون متربصا للفنلندي فالتيري بوتاس، الذي من الممكن أن يخسر مقعده مع الفريق الألماني في حال بقيت نتائجه سلبية.

وخلف فرق المقدمة أنهت رينو، العائدة إلى الفورمولا واحد كفريق متكامل في العام 2016، صيامها التعاقدي باستقدام ريكياردو الذي يعتبر من الصف الأول، بهدف تقليص الفارق والاقتراب أكثر من الصدارة.

وبرز رايسينج بوينت، برغم إمكاناته المتواضعة، في الصفوف الأمامية، ويأمل في أن يلعب دور “الحصان الأسود” هذا العام، بعدما بات يملك ميزانية تسمح له بالتحرر من القيود المالية السابقة.

أما فريق هاس الأميركي فهو في تطور مستمر، بفضل شراكته مع فيراري، في سعيه للسيطرة على منتصف الترتيب.

وتحت هالة المدير الفرنسي فريد فاسور، عاد ساوبر إلى السكة الصحيحة وهو يأمل في الاستفادة من الدعم المطلق لألفا روميو، إذ عمد، وبرغم بقاء مقره في هينويل (سويسرا)، إلى تبديل اسمه ليحمل اسم العلامة التجارية الإيطالية ألفا روميو رايسينج.

وبإمكان الفريق أن يعتمد على خبرة بطل العالم لعام 2007 كيمي رايكونن (39 عاما).

وفي قاع الترتيب، بإمكان تورو روسو أن يستفيد من تعزيز الشراكة بينه وبين ريد بول، ومن مزود المحركات هوندا. أما فريق ماكلارين، فيتابع عملية تأهيله بدون بطل العالم مرتين الإسباني فرناندو ألونسو، ومع إدارة عامة وتقنية جديدة.

من ناحية وليامز، فإن الشك هي الكلمة الأنسب لوصف حال الحظيرة البريطانية. فبعدما حلت في المركز الأخير بين الصانعين عام 2018، وغاب الفريق عن اليومين الأولين للتجارب الشتوية في برشلونة، بسبب عدم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على السيارة الجديدة “أف دبليو42″، ليدفع المدير التقني بادي لوو ثمن “فاتورة” التأخير.

كما يطرح البعض أكثر من علامة استفهام حول قدرة العائد إلى “الفئة الملكة” بعد تعرضه لحادث أثناء رالي عام 2011، البولندي روبرت كوبيتشا، على تحمل متطلبات السباقات بعدما ترك الحادث آثاره على يده اليمنى.

زر الذهاب إلى الأعلى