دوري أبطال أوروبا
أخر الأخبار

“رحلة في عقل المزارع” من الأبقار إلى الأبطال هل يستجيب القدر؟

“لا أعتقد أن مباراة نابولي ستكون الأخيرة لي مع برشلونة، نعمل بكل طاقة وحماس في جميع المباريات”، هكذا صرح كيكي سيتين مدرب فريق برشلونة الإسباني، خلال المؤتمر الصحفي لمباراة نابولي قبل مواجهة الفريق الإيطالي.

وسيكون ملعب الكامب نو وعشاق كرة القدم العالمية بشكل عام، وعشاق برشلونة بشكل خاص، على موعد مع الإثارة والندية بين البارسا ونابولي في إياب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا اليوم السبت في التاسعة مساءً، والتي كان مقرر لها 18 مارس الماضي، ولكن تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19”.

ويمتلك الفريق الكتالوني الأفضلية بعد أن حقق التعادل الإيجابي بنتيجة 1-1 في 25 فبراير الماضي، بعد أن حول تأخره بهدف أحرزه درايس ميرتينز، إلى تعادل ثمين عن طريق أقدام أنطوان جريزمان، وسيكون بحاجة إلى التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة من أجل العبور إلى دور الثمانية.

وتعد كلمات المدير الفني كيكي سيتين إشارة واضحة أن فريقه سيفوز غدًا، أو بالأحري سيتأهل إلى دور الثمانية، ولن يخسر حتى لا تتم إقالته التي على شفا حفرة، بعد أن خسر الليغا لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد بعد أن كان متصدرًا قبل الكورونا، ولكن النتائج السلبية ودوامة نزيف النقاط أدت إلى ضياع اللقب الذي كان يحمله الفريق في الموسمين الماضيين مع إرنستو فالفيردي.

ويرصد لكم “195 سبورتس” رحلة تكتيكية في عقل سيتين قبل موقعة نابولي التي ستكون نارية نظرًا لقوة الفريق الإيطالي بطل كأس إيطاليا على حساب يوفنتوس بطل الكالتشيو، والذي يقدم أداءًا مميزًا مع جاتوزو.

كان لكيكي سيتين تصريح مثير عقب التوقيع مع برشلونة في يناير الماضي، عندما قال يوم أمس كنت أتمشى مع الابقار في مرزعتي، واليوم أنا مع افضل اللاعبين في برشلونة، لذلك عليه أن ينسي الأبقار التي يرعاها في المزرعة الخاصة به، ويخطط للإستفادة من الأبقار المقدسة في النادي من لاعبين حسب وصف الصحافة الإسبانية.

دائمًا خلال المواسم الاخيرة يطلق على لاعبي برشلونة كبار السن الأبقار المقدسة، ما عدا الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي نظرًا لما يقدمه داخل الملعب بل وخارجه من قيادة وتحمل مسؤولية، وتقصد الصحافة هنا “جيرارد بيكيه، لويس سواريز، سيرجيو بوسكيتس، جوردي ألبا” رباعي تخطي العقد الثلاثين.

كانوا لاعبين أفزاز ولكن مع التقدم في العمر وهي سنة الحياة، الأداء البدني يقل، وبالطبع المردود الفني لا يرضي طموحات جماهير برشلونة الذين تعودوا على لعب الكورة الشاملة، من حيث الأداء والنتيجة معًا، في كثير من الأحيان يفوز الفريق ولكن بأداء ردئ خاصة بعد رحيل الملهم بيب جوارديولا، وتكون جماهير البارسا مستاءة، لأن هذا ليس برشلونة الذي يعرفونه.

يعلم كيكي سيتين هذا وكان سبب رئيسي في توليه مسؤولية فريق بحجم برشلونة أنه كان يدرب ريال بيتيس الذي لمع وبزخ في الليغا بأداء مميز واستطاع هزيمة ريال مدريد بهدفين نظيفين، وبرشلونة في عقر داره برباعية مقابل ثلاثة، كان يتمتع بسلاسة في اللعب والخروج بالكرة من الدفاع للهجوم بشكل ديناميكي رائع، جعل جمهور برشلونة يفكر فيه قبل أن تأتي به الإدارة في منتصف الموسم الأطول في أوروبا 2019-20.

سيدخل كيكي مباراة اليوم بقائمة مجبر عليها، منها 9 لاعبين تحت السن، و 3 حراس مرمى، وغياب العديد من اللاعبين بسبب الإصابة، وغيرها، وتدور في رؤوس جماهير برشلونة هل سيبدأ بخطته المعتادة 4-3-3 أم 4-4-2 مع الإعتماد على مهارات ليونيل ميسي الفردية.

من المتوقع أن يبدأ في حراسة المرمي بالأخطبوط الألماني تير شتيغن، وخط الدفاع مكون من الرباعي نيلسون سيميدو في الرواق الأيمن، وجوردي ألبا في الرواق الأيسر، وبينهم بيكيه ولينغليت العائد من إصابة طفيفة.

بينما في خط الوسط سيرجيو روبيرتو مائل يمينًا، وفرينكي دي يونغ في قلب الوسط، وإيفان راكيتيش مائل يسارًا، وفي خط الهجوم الثلاثي “MSG” ليونيل ميسي ولويس سواريز وجريزمان، مع تحويل الخطة في بعض الاحيان إلى 4-3-1-2 بسقوط ميسي أسفل منطقة جزاء الخصم، ودخول سواريز وجريزمان على خط واحد.

وربما يكون جريزمان ورقة رابحة بجوار أنسو فاتي على مقاعد البدلاء، ودخول الشاب ريكي بويغ كلاعب وسط رابع من أجل التحكم في رتم اللعب في الشوط الأول، وامتصاص حماس لاعبي نابولي في البداية، وهذا الأمر صعب حدوثه نظرًا لعدم إمتلاك بويغ خبرات اللعب في الأبطال، ولكن تزول الرهبة في ظل عدم وجود جماهير البارسا الذين كانوا سيتجاوزوا الـ 90 ألف مشجع في مباراة اليوم.

تشكيل متزن بقائمة محدودة، تتيح له إستغلال سرعات الأطراف المتمثلة في سيميدو وألبا، بجانب تمريرات ميسي الحاسمة، مع شراسة سواريز وضغط جريزمان على دفاع الفريق الإيطالي، وسيكون لوسط الملعب دورًا مهمًا في قطع الكرات أولًا بأول قبل وصولها إلى مهاجمي نابولي المتميزين بالسرعة، وإراحة دفاع برشلونة الهش الذي تلقي العديد من الاهداف في الليغا، مما تسبب في خسارتها.

سيكون إختبار صعبًا على كيكي سيتين، يحاول من خلاله إظهار جدارة بتدريب البارسا ومواصلة حلم التتويج بذات الأذنين، حيث تنتظره مواجهة من العيار الثقيل في الدور المقبل حال تأهله، ضد بايرن ميونخ المتأهل بشكل كبير بعد فوزه في الذهاب علي تشيلسي بثلاثية في ستامفورد بريدج، وسيكون في نزهة على ملعبه أليانز أرينا مما يمتلكه من لاعبين على مستوي عال من الجودة التهديفية.

هل سنشاهد برشلونة مختلف عن الذي هزم في عقر داره من أوساسونا في الجولة الـ 37 بهدفين لهدف، هل سنشاهد برشلونة جائع للأهداف والاداء الجمالي كما حدث في آخر مباراة في الليغا يوم 19 يوليو ضد ألافيس عندما فاز بخماسية نظيفة، هل سيكون لميسي ورفاقه رأي في تحول موسم صفري لبرشلونة إلي بطولة غائبة عن أسوار النادي منذ 5 سنوات، كل هذا سيجيب عنه كيكي سيتين خلال شهر أغسطس حيث النهائي في يوم 23 في ملعب النور بمدينة لشبونة بالبرتغال.

زر الذهاب إلى الأعلى