بطولات عالميةكرة قدم

انتحار المشجعة سحر خضيري يجبر فيفا على زيارة طهران

وصل وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الجمعة، لمناقشة السماح بدخول النساء إلى الملاعب، وذلك بعد حادثة انتحار مشجعة أثارت ضجة في البلاد.

وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” قالت “توجه وفد فيفا إلى وزارة الرياضة، وناقش مع مسئوليها ومسئولي اتحاد كرة القدم حضور السيدات في ملعب أزادي”.

وأكد المسئولون الإيرانيون للوفد إجراء تغييرات للسماح للسيدات “رسميا” بحضور مواجهة كمبوديا ضمن تصفيات كأس العالم 2022 في 10 أكتوبر المقبل.

وتابعت الوكالة “ذهب الوفد بعدها إلى الملعب.. وتفقد البوابات والمدرجات المخصصة للنساء”.

وكان جمشيد تاغي زاده، المسئول في وزارة الرياضة، أشار في نهاية أغسطس الماضي إلى أن السلطات الإيرانية ستسمح للنساء بالدخول إلى الملاعب في تصفيات كأس العالم.

وضغط فيفا عن طريق رئيسه السويسري جاني إنفانتينو على طهران للسماح للنساء بالدخول إلى الملاعب، ومنحها حتى نهاية أغسطس للاستجابة للطلب تحت طائلة فرض عقوبات محتملة.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، يحظر على النساء دخول الملاعب في إيران، حيث اعتبر بعض رجال الدين أنه يجب حمايتهن من “الأجواء الذكورية” ومن “رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم”. لكن السلطات سمحت للأجنبيات بدخول الملاعب في مراحل سابقة.

وتابعت نساء إيرانيات “للمرة الأولى في 40 عاما” من المدرجات إياب نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا في 10 نوفمبر الماضي في طهران، بين برسيبوليس الإيراني وكاشيما أنتلرز الياباني، لكن لم يسمح لهن بحضور المباراة الودية بين إيران وسوريا في يونيو الفائت.

وبينما تمكن بعض النساء من متابعة مباريات دولية في مناسبات سابقة، عانت أخريات من ملاحقة قانونية على خلفية القيام بذلك. فقد أوقفت أربع نساء في ملعب أزادي بسبب دخولهن إلى الملعب، قبل أن يفرج عنهن في 18 أغسطس.

وأقدمت المشجعة الثلاثينية سحر خضيري، مطلع الشهر الجاري، على الانتحار بحرق نفسها أمام مدخل محكمة في طهران، بعدما سمعت أحدهم يقول إنه سيتم سجنها 6 أشهر لمحاولتها الدخول متنكرة بزي رجل من أجل حضور مباراة فريقها المفضل الاستقلال طهران، العام الماضي، قبل إطلاق سراحها لتاريخ غير محدد.

لكن موقع ميزان أونلاين القضائي قال إنه لم يصدر أي حكم بحق المرأة لأن محاكمتها لم تجرِ، كما أن القاضي في عطلة.

فيما قال والد سحر التي يطلق عليها اسم “الفتاة الزرقاء”، بسبب ألوان فريق استقلال: “ابنتي كانت تعاني اضطرابا عصبيا، وفي ذلك اليوم ثار غضبها وأهانت رجال الأمن وتشاجرت معهم”.

وذكر القضاء أنه تم اعتقال المرأة عندما حاولت دخول الملعب، وواجهت اتهامات بـ”انتهاك العفاف وإهانة” رجال الأمن.

وأثارت وفاة سحر غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا كثيرون الاتحاد الدولي إلى فرض حظر على إيران من المشاركة في المسابقات الدولية، والمشجعين لمقاطعة المباريات.

إلا أن والدها قال إنها لم تتلق أي دعم من هؤلاء الأشخاص أثناء وجودها في المستشفى: “خلال الأيام التي كانت ترقد فيها في المستشفى لم يأت أي من المشاهير أو لاعبي كرة القدم أو مسئولون لزيارتها. لم أر أحدا”.

وقال “لن نسامح مطلقا من استغلوا هذا الحدث، وهم مخطئون تماماً في التحدث ضد بلادنا بسبب وفاتها”.

زر الذهاب إلى الأعلى