بطولات عربيةكأس الخليج العربيكرة قدممنتخبات

السعودية تصطدم بقطر في مواجهة خليجية بنكهة مونديالية

تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم الخليجية والعربية، غدا الخميس، صوب ستاد “الجنوب” في العاصمة القطرية الدوحة، لمتابعة مواجهة كروية من العيار الثقيل بين منتخبي السعودية وقطر، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الخليج (خليجي 24).

وتشهد مباراة السعودية وقطر صراعا ملتهبا على تأشيرة التأهل للمباراة النهائية، في واحدة من أقوى النسخ ببطولات كأس الخليج.

وتتسم المواجهة بين الفريقين بنكهة مونديالية، حيث تقام على ستاد الجنوب (الوكرة سابقا) أحد الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 المقررة في قطر.

وفي ضوء مستوى الفريقين بالبطولة والترشيحات التي يحظى بها كل منهما، ستكون المباراة بمثابة نهائي مبكر للبطولة التي شهدت عدة مواجهات قوية حتى الآن، وما زال جميع المتابعين يتطلعون إلى حلقة جديدة في مسلسل الإثارة بهذه النسخة الخليجية.

وبينما تباينت ظروف الفريقين قبل بداية البطولة، تتشابه ظروفهما الآن قبل خوض مباراة الغد، خاصة بعدما تخلص كل منهما سريعا من آثار الهزيمة في مباراته الأولى بالبطولة، وحققا انتصارين متتاليين ليتأهلا بجدارة إلى الدور قبل النهائي.

المنتخب السعودي (الأخضر) استهل مسيرته في البطولة بالهزيمة 1-3 أمام نظيره الكويتي، لكنه انتفض وحقق انتصارين متتاليين على البحرين 2-صفر، وعمان 3-1، ليؤكد أنه مرشح بقوة للمنافسة على اللقب الخليجي بعدما أطاح بالمنتخب العماني، حامل اللقب، وتصدر مجموعته في الدور الأول.

وكان المنتخب السعودي استقر على المشاركة في هذه النسخة الخليجية قبل أيام قليلة فقط من انطلاق فعاليات البطولة، كما واجه الفريق عقبة هائلة في بداية مشواره ربما كانت سببا رئيسيا في هزيمته أمام المنتخب الكويتي (الأزرق)، حيث استهل مسيرته في البطولة الخليجية يوم الأربعاء الماضي، بعد يومين فقط من مباراة الهلال السعودي أمام مضيفه أوراوا ريد دياموندز الياباني، في إياب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا.

وفي ظل المجهود الكبير الذي بذله الهلال للفوز على أوراوا بملعبه، والتتويج باللقب الآسيوي الغالي، ورحلة السفر الطويلة خلال العودة من اليابان، بعد خوض النهائي يوم الأحد من الأسبوع الماضي، اضطر الفرنسي هيرفي رينار للتخلي عن جهود لاعبي الهلال في المباراة الأولى التي خسرها الأخضر أمام المنتخب الكويتي.

ومع عودة لاعبي الهلال إلى صفوف الأخضر، بدا الفريق بشكل مغاير تماما، وحقق انتصارين متتاليين، وأظهر بعض قدراته الحقيقية بقيادة رينار، ليتأهل بجدارة إلى المربع الذهبي ويضرب موعدا مع المنتخب القطري (العنابي) صاحب الأرض المدعوم بالجماهير بشدة.

وفي المقابل، انتفض المنتخب القطري بقوة بعد هزيمته في المباراة الافتتاحية للبطولة أمام العراق 1-2، وحقق انتصارين متتاليين على نظيريه اليمني 6-صفر، والإماراتي 4-2، ليبرهن أنه بالفعل على قدر التوقعات، وأنه يستطيع المنافسة بقوة على الفوز باللقب، بعد شهور من الفوز الثمين بلقب كأس آسيا 2019 بالإمارات.

ولكن المنتخب القطري يحتاج الآن لاجتياز عقبة كبيرة في طريقه لبلوغ النهائي، حيث يحتاج الفوز على المنتخب السعودي غدا.

ورغم عنصري الأرض والجماهير اللذين يتمتع بهما المنتخب القطري، فإن الأخضر يمكنه مواجهة مضيفه القطري أمام هذه الجماهير العريضة في مدرجات ستاد الجنوب، لاسيما وأن معظم لاعبي المنتخب السعودي، وخاصة من نجوم فريق الهلال اعتادوا اللعب أمام هذه الأعداد الكبيرة من الجماهير سواء المساندة لهم أو للفريق المنافس.

وبالفعل، أكد رينار بعد التأهل للمربع الذهبي أنه يتطلع لمواجهة المنتخب القطري في المربع الذهبي للبطولة، مشيرا إلى أنه سعيد بهذه المواجهة أمام بطل آسيا على ملعب ممتلئ بالجماهير، لأن فريقه يحترم كل المنافسين، ولا يخشى أي فريق.

وقال رينار: “سنحت لي فرصة حضور إحدى مباريات كأس آسيا بين المنتخبين القطري والكوري الجنوبي. أهنئ المدرب الأسباني فيليكس سانشيز على عمله الرائع مع الفريق. الآن علينا مواجهة البطل الآسيوي صاحب الأرض وسط جماهيره، ولكنني سعيد بهذه المواجهة رغم أنها مواجهة صعبة لاسيما مع وجود عدد قليل للغاية من مشجعينا”.

وأضاف: “اللقب الآسيوي الذي فاز به المنتخب القطري لا يمكن أن يأتي بالصدفة أو الحظ، ولكننا لا نخشى أي فريق، وإن كنا نحترم كل المنافسين. المنتخب القطري يضم العديد من اللاعبين المميزين، مثل المعز علي هداف كأس آسيا، ولكنني متلهف لهذه المباراة وخوضها على ملعب ممتلئ بالجماهير”.

وفي المقابل، قال الأسباني فيليكس سانشيز، المدير الفني للمنتخب القطري: “ثقتي في لاعبي قطر كبيرة، وفي كل مباراة أثق أنهم سيحققون نتائج متميزة. ولذلك، كنت أتوقع الفوز وأعرف قيمة المنافس، والحقيقة أنه في هذه البطولة حدثت تغيرات في المنتخبات التي واجهناها في كأس آسيا الأخيرة مثل العراق والإمارات”.

وأشار سانشيز إلى أن القادم هو الأصعب، ويأمل أن يواصل لاعبو العنابي الأداء بكل قوة بحثا عن التأهل للمباراة النهائية، والبداية مع التجهيز للقاء قبل النهائي.

والحقيقة أن المباراة غدا بين الأخضر والعنابي تحمل في طياتها العديد من الأهداف الأخرى، ويأتي في مقدمتها رغبة الأخضر في تحقيق فوز طال انتظاره على العنابي، خشية أن تتحول المواجهات مع العنابي إلى عقدة. وخلال النسخة قبل الماضية من البطولة الخليجية التي استضافتها السعودية في 2014، انتزع المنتخب القطري لقبه الثالث في عقر دار الأخضر، بالفوز على أصحاب الأرض 2-1 في المباراة النهائية على ستاد “الملك فهد” الدولي بالرياض.

كما انتهت آخر مواجهة سابقة بين الفريقين بفوز العنابي 2-صفر في الدور الأول (دور المجموعات) لبطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات.

وكان آخر فوز حققه الأخضر على العنابي في بطولات كأس الخليج خلال خليجي15  بالسعودية في مطلع عام 2002 .

ومنذ ذلك الحين، التقى الفريقان ست مرات في بطولات كأس الخليج، انتهت خمسة منها بالتعادل، بينما كان الفوز الوحيد من نصيب العنابي، وهو الفوز في نهائي خليجي 22 بالسعودية، علما بأن الفريقين التقيا بنفس النسخة في الدور الأول وانتهت بالتعادل 1-1 .

وفي المقابل، اتسمت المواجهات الأخرى بين الفريقين في الفترة نفسها بالتكافؤ إلى حد كبير.

وبينما يتطلع المنتخب السعودي للثأر بعد هزيمتي خليجي 22 وكأس آسيا 2019، وتحقيق أول فوز له على العنابي في بطولات الخليج منذ نحو 18 عاما، سيكون هدف العنابي هو اجتياز هذه العقبة والوصول للنهائي للتقدم خطوة جديدة نحو الفوز باللقب الخليجي الرابع.

ويمثل الفوز باللقب الخليجي، في النسخة الحالية، جوهرة التاج بالنسبة لعام استثنائي في تاريخ العنابي، حيث بدأ الفريق هذا العام بإحراز اللقب الآسيوي للمرة الأولى، كما شارك للمرة الأولى في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها البرازيل منتصف العام الحالي.

ويمتلك المنتخبان أسلحة هجومية مميزة، حيث ظهر هتان باهبري مهاجم المنتخب السعودي بشكل رائع في المباراة الأخيرة للفريق بالدور الأول في البطولة الحالية، وسجل هدفين ليقود الأخضر للفوز الثمين 3-1 على المنتخب العماني، كما تألق المهاجم الشاب فراس البريكان (19 عاما) وسجل هدفين للفريق في البطولة. وظهر سالم الدوسري نجم الفريق، والمدافع محمد عبده خبراني، بمستوى جيد في الدور الأول.

ومع مشاركة لاعبي الهلال في صفوف الفريق، ستكون فرص الفريق متكافئة مع نظيره القطري.

وفي المقابل، شهدت مباريات الدور الأول استعادة اللاعب عبد الكريم حسن مستواه العالي حيث سجل ثلاثة أهداف في مرمى اليمن، كما تألق اللاعب أكرم عفيف الفائز بلقب أفضل لاعب آسيوي، وكذلك اللاعب حسن الهيدوس قائد الفريق، والمهاجم الشاب المعز علي هداف بطولة كأس آسيا 2019.

زر الذهاب إلى الأعلى