أخبار

القبض على بلاتيني بسبب منح قطر تنظيم مونديال 2022

يخضع الفرنسي ميشيل بلاتيني للتوقيف احتياطيا، في إطار تحقيق فرنسي حول فساد في منح قطر حق استضافة مونديال 2022.

وقال مصدر مقرب من التحقيق، لوكالة فرانس برس، إن بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم تم توقيفه، اليوم الثلاثاء، مؤكدا خبرا نشره موقع “ميديا بار” الفرنسي.

كما تم الاستماع بصفة شاهد حر لكلود غيان، الأمين العام السابق لقصر الإليزيه في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي، من قبل محققي مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية في نانتير بالقرب من العاصمة باريس، حسب المصدر نفسه.

ومن جانبها، كشفت تقارير إنجليزية عن أن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على ميشيل بلاتيني للتحقيق معه في قضايا فساد وتلقي رشاوى لإسناد مونديال 2022 إلى قطر.

وأشارت صحيفة “صن” إلى أن أسطورة فرنسا، صاحب الـ 63 عاما، محتجز في مركز للشرطة بمدينة نانتيرز، إحدى ضواحي العاصمة باريس.

وتابعت أن رئيس الاتحاد الأوروبي السابق متورط في قضايا تزوير لعملية التصويت من أجل حصول قطر على حق استضافة مونديال 2022.

وكان بلاتيني قد تم حظره من جانب لجنة الأخلاقيات في الفيفا، بعد إدانته بقبول رشاوى من سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق.

وأدت الفضيحة الى انتخاب السويسري جياني إنفانتينو رئيسا للمنظمة الدولية في شباط/فبراير 2016، بعد شغله منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي في عهد بلاتيني الحاصل على جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات والموقوف حتى تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وكان بلاتر، كرر في آذار/مارس الماضي تأكيده أن منح قطر تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني.

وقال “تم تعيين/انتخاب قطر لتنظيم مونديال 2022 بعد تدخل سياسي من جانب رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي الذي طلب من ميشيل بلاتيني بأن يصوت مع المقربين منه لصالح قطر”.

وأردف قائلا “هذه الأصوات الأربعة رجحت كفة قطر في مواجهة الولايات المتحدة. وأدى هذا الموقف الى هجوم من جانب الخاسرين على الفيفا وعلى شخصي أنا: إنكلترا الخاسرة أمام روسيا لتنظيم مونديال 2018، والولايات المتحدة أمام قطر”.

وفي اليوم ذاته، الثاني من ديسمبر 2010، تم إسناد تنظيم مونديال 2018 الى روسيا على حساب إنجلترا التي خرجت من دورة التصويت الأولى وسط دهشة الجميع، بينما فازت قطر في الدورة الأخيرة على الولايات المتحدة لتنظيم مونديال 2022.

كان موقع التحقيقات الفرنسي ميديا بارت هو أول من أورد خبر إلقاء القبض على النجم السابق للكرة الفرنسية واستجوابه.

ويقود مكتب المدعي العام المالي الفرنسي، والمتخصص في التحقيق في الجرائم المالية والفساد، تحقيقا منذ 2016 في عملية منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022. وينظر المحققون في مخالفات محتملة تشمل فسادا شخصيا والتآمر واستغلال نفوذ.

وأفاد بيان صادر باسم بوردون وبلاتيني “يرغب محاميه وليام بوردون في أن يؤكد بأشد العبارات على أن ما حدث ليس عملية اعتقال، بل الأمر يتعلق برغبة المحققين في سماع أقوال بلاتيني كشاهد ضمن إطار منع من يتم استجوابهم وسماع شهادتهم من التشاور والحديث مع بعضهم البعض أثناء الإجراءات”.

وقال مسؤولون في اللجنة المنظمة لنسخة قطر 2022 إنه ليس لديهم أي تعليق فوري.

وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنه على علم بالتقارير المتعلقة ببلاتيني، الذي كان يشغل في السابق منصب نائب رئيس المؤسسة الدولية، لكن الفيفا قال إنه ليس لديه تفاصيل عن التحقيق.

وأضاف الفيفا في بيان: “يؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم التزامه الكامل بالتعاون مع السلطات في أي دولة في العالم تجري تحقيقات تتعلق بأنشطة كرة القدم”.

وكان القرار الذي اتخذ في ديسمبر 2010 بمنح قطر حق استضافة كأس العالم قد فاجأ الكثيرين بسبب الافتقار للقاعدة الجماهيرية الكبير إضافة لدرجات الحرارة المرتفعة في الصيف والأداء الضعيف للمنتخب القطري. وستكون قطر أول دولة عربية تستضيف نهائيات البطولة.

وذكرت صحيفة لوموند أن المدعين ينظرون تحديدا في حفل غداء أقامه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل تسعة أيام من الإعلان عن فوز قطر بحق تنظيم البطولة. وكان بلاتيني وولي عهد قطر في ذلك الوقت الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ضمن المدعوين على الغداء.

وذكرت الصحيفة أن بلاتيني اعترف بعدها بأنه دعم عرض قطر أمام العرض المنافس من الولايات المتحدة خلال التصويت لكنه قال إن ساركوزي “لم يطلب منه ذلك على الإطلاق”.

أسطورة رياضية فرنسية

وأكدت مصادر قضائية لرويترز أنه تم استجواب اثنين من معاوني ساركوزي في ذلك الوقت، وهما كلود جيون كبير موظفي قصر الإليزيه وصوفي ديون مستشارة ساركوزي للشؤون الرياضية، بواسطة الشرطة اليوم الثلاثاء. وظلت ديون قيد الاحتجاز مع بلاتيني. وأضاف مصدر أن جيون “مشتبه فيه حر”.

ولم يتم الوصول لمحامي جيون، الذي بات وزيرا للداخلية لاحقا، على الفور للتعليق. ورفضت متحدثة باسم ساركوزي التعليق. ولم يتم على الفور الوصول لمحامي ديون للحصول على تعليقه.

ووفقا للقانون الفرنسي، فإن المشتبه فيه يمكن استجوابه لمدة تصل إلى 48 ساعة.

وأُجبر بلاتيني على ترك منصبه كرئيس للاتحاد الأوروبي للعبة بعد أن خضع لتحقيق في قضية أخرى تتعلق بمبلغ 1.8 مليون فرنك سويسري (1.8  مليون دولار) حصل عليها من الفيفا في 2011. وتم تبرئة ساحته في هذه القضية.

وكان بلاتيني مهاجما في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وسجل الكثير من الأهداف مع سانت ايتيين الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي. وشارك في ثلاث نسخ لكأس العالم، وكان قائدا للتشكيلة عندما بلغت فرنسا قبل نهائي البطولة عامي 1982 و1986 وقاد فرنسا للفوز ببطولة أوروبا 1984.

زر الذهاب إلى الأعلى