بطولات عالميةكأس أمم أفريقياكرة قدممنتخبات

أفيال كوت ديفوار تخوض أمم أفريقيا لحصد اللقب الثالث

قبل أربعة أعوام فقط، كسر أفيال كوت ديفوار حاجز النحس والفشل الذي لازم الفريق، على مدار مشاركات عديدة متتالية في بطولات كأس الأمم الأفريقية، وتحول المنتخب الإيفواري من ضيف شرف منتظم في البطولات الأفريقية إلى بطل متوج على عرش القارة السوداء.

ولكن رحلة دفاع الفريق عن لقبه القاري انتهت مبكرا، وسقط أفيال كوت ديفوار في الدور الأول (دور المجموعات) بالنسخة الماضية، التي استضافتها الجابون في 2017، دون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في مجموعته.

وعندما يخوض الفريق فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من البطولة، والتي تستضيفها مصر (21 يونيو: 19 يوليو)، سيحرص الأفيال على توخي الحذر مع ظهورهم في شكل جديد يختلف عما كان عليه الفريق في سنوات عديدة ماضية.

ويخوض الأفيال فعاليات النسخة الجديدة من البطولة الأفريقية بحلة جديدة، في ظل ابتعاد أو اعتزال العديد من النجوم الذين صالوا وجالوا في صفوف الفريق على مدار سنوات في العقدين الأخيرين، والذين اشتهروا بجيل “دروجبا” نسبة إلى المهاجم الخطير السابق ديدييه دروجبا، أبرز نجوم هذا الجيل.

ورغم تخلص الفريق من كمين التوقعات والتكهنات الذي سقط فيه مرارا قبل خروج المارد الإيفواري من عنق الزجاجة، وانتزاع اللقب الأفريقي الثاني له في نسخة 2015، سيكون الفريق على موعد مع تحد جديد حيث يسعى الجيل الحالي إلى إثبات جدارته في هذا الاختبار، بدون النجوم العمالقة الذين حملوا على عاتقهم طموحات الجماهير في النسخ الماضية، مثل دروجبا وسالومون كالو ويايا توريه وديدييه زوكورا.

وكان عدد من هؤلاء النجوم غابوا عن صفوف الفريق في النسخة الماضية لكن الفريق يشهد هذه المرة غيابا أكبر لهؤلاء النجوم الكبار.

ورغم هذا، اكتسبت العناصر الجديدة بعض الخبرة وهي ما سيعتمد عليها الفريق في هذه النسخة من البطولة.

والمؤكد بالفعل أن المنتخب الايفواري من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الأفريقية، لما قدمه هذا الفريق من عروض متميزة على مدار نحو نصف قرن من الزمان، نجح من خلالها نجوم الكرة الإيفوارية في ترك بصمة رائعة في سجلات كرة القدم الأفريقية.

ولكن مشكلة كرة القدم الإيفوارية بشكل عام، والمنتخب الإيفواري بشكل خاص، تمثلت في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات، ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري المعروف بـ “الأفيال” لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة على مدار 20 مشاركة في النهائيات، قبل أن تشهد مشاركته الحادية والعشرين اللقب الثاني للفريق.

وتوج الأفيال بلقب البطولة الأفريقية عام 1992 بالسنغال، بينما فاز بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر، بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة، كما خسر النهائي في 2012 أمام المنتخب الزامبي، ثم استعاد اللقب الغالي في نسخة 2015 بغينيا الاستوائية.

أما أفضل المراكز التي احتلها الفريق في البطولات الأخرى، فكانت المركز الثالث في بطولات 1965 و1968 و1986 و1994 والمركز الرابع في بطولتي 1970 و2008، فيما خرج من دور الثمانية عامي 1998 و2010 و2013

وخرج المنتخب الإيفواري من الدور الأول ثماني مرات أعوام 1974 و1980 و1984 و1988 و1990 و1996 و2000 و2002 ولم يتأهل لباقي البطولات، علما بأنه استبعد من التصفيات المؤهلة لبطولة عام 1978.

وبذلك، فإن الفريق تأهل للمربع الذهبي في تسع من 21 بطولة شارك فيها من قبل.

ويتضح من هذا السجل أن مستوى نتائج المنتخب الايفواري في بطولات كأس الأمم الأفريقية اتسم بالتذبذب الشديد على مدار خمسة عقود ورغم ذلك كان الفريق دائما بين المنتخبات المرشحة بقوة للفوز بلقب البطولة.

ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الإيفواري شهد في العقد الماضي وبداية العقد الحالي الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، وكان هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوروبية الكبيرة إلى لقب أفريقي ثانٍ للأفيال، حتى تحقق هذا الحلم في2015  ليفتح شهية الأفيال إلى الفوز بلقب ثالث.

وعاند الحظ الفيل الإيفواري الشهير ديدييه دروجبا في تتويج مسيرته الرائعة مع منتخب الأفيال باللقب القاري الذي طالما راوده حلم الفوز به، قبل أن يعلن اعتزاله اللعب في أغسطس 2014 .

وبلغ المنتخب الإيفواري نهائيات بطولتي كأس العالم 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، ونال إشادة بالغة من جميع المتابعين لمستواه ولكنه فشل في تحقيق التوقعات التي رافقته في البطولتين كما خرج صفر اليدين من الدور الأول لمونديال البرازيل عام 2014 رغم أنه كان أكثر ترشيحا في المونديال البرازيلي نظرا لكون مجموعته هي الأسهل من بين مشاركاته المونديالية حتى الآن.

وبدأ منتخب الأفيال التصفيات المؤهلة للمونديال الروسي 2018 بشكل جيد لكنه سقط في نهاية التصفيات ليغيب عن النهائيات وهو ما يضاعف من رغبة الفريق في إثبات الذات خلال كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر.

ورغم اعتزال معظم النجوم الكبار، يمتلك الجيل الحالي من لاعبي المنتخب الإيفواري الإمكانيات التي تساعده على المنافسة بقوة على إحراز اللقب الأفريقي الثالث.

ويتمتع لاعبو هذا الجيل بمستويات عالية أيضا سواء من ناحية المهارة أو القدرات البدنية أو الخبرة أو التماسك حيث لعب نجومه لفترات طويلة جنبا إلى جنب.

ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن معظم نجومه من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل ماكس جاردل (تولوز الفرنسي) وجوناثان كودجا (أستون فيلا الإنجليزي) وسيري داي (نيوشاتل السويسري) وسيرج أورييه (توتنهام الإنجليزي).

وبالتالي، يخوض الفريق البطولة بعقلية المحترفين ويستطيع لاعبوه مساعدة مديرهم الفني الوطني إبراهيم كامارا الذي يفتقد للخبرة الكبيرة في عالم التدريب على عكس المدربين السابقين للفريق مثل الفرنسيين هيرفي رينار وميشيل دوساييه.

ويصطدم المنتخب الإيفواري مبكرا بمديره الفني السابق رينار، حيث يتولى رينار تدريب المنتخب المغربي أحد منافسي الأفيال في المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة.

ويستهل المنتخب الإيفواري مسيرته في البطولة بلقاء منتخب جنوب أفريقيا ثم يلتقي منتخبي المغرب وناميبيا في المباراتين التاليتين بالمجموعة.

زر الذهاب إلى الأعلى